نقلا عن جريدة الجمهورية كتبت الكاتبة جيهان عبد الرحمن مقال بعنوان "حتى لا تصدأ القلوب " عن جامعة القاهرة و كان نص المقال
فى مقهى بلدي بحي شعبي عشوائي شديد العنف بما يحتويه من نماذج بشريه قسي عليها الزمن وتجاهل النظام لها لعقود مضت ، فكانت أشد قسوة على نفسها من أي نظام ،أسلحه ومخدرات وعنف وكل شيء وربما مجازر بشرية تقام لأقل الأسباب ، وكانت المعركة هذه المرة على تشجيع فريق لكرة القدم وبينما العراك على أشده ، يلتقط خالد الصاوي نجم مسلسل هي و دافنشى عودا قبل أن يتحطم فى المعركة ، ويبدأ فى العزف والغناء يا صحباجيه إيه يا لا لالى ... دقائق يعلو صوت العزف والغناء على صوت المعركة ، الجميع يغنى وعلى وجهه طاقه ايجابيه وتفاعل مع الغناء وكأنهم بشر تم استبدال أرواحهم فى ثواني معدودة بأرواح أخرى تنتمي إلى عالم البشر صحيح نفس الملابس الرثة والظروف القاسية لكن هناك شيء ما تغير بمجرد التفاعل مع الموسيقى والغناء لعله ما ذكره علىٌ بن أبى طالب رضي الله عنه وأرضاه .. روحوا على قلوبكم فأن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد ، ربما علم الطاقة أو التنمية البشرية أو اى علم جديد يبحث فى النفس البشرية وتأثير الغناء والموسيقى عليها ....لكن المؤكد إن الفن الراقي خير مهذب للروح ولا يتعارض أبدا مع الدين والقيم والمبادئ الانسانيه السامية.
ومن يهتم برصد حركة الأنشطة الطلابية للجامعات المصرية وعودة الروح فيها ، وتراجع نبرة العنف والغل والإرهاب يجب أن يشير إلى حركة ثقافيه تنويرية بدأت تشع من جديد لعودة الروح فى أعرق جامعه من جامعات مصر وهى جامعة القاهرة بقيادة د.جابر جاد نصار الذي يعطى كل يوم درسا جديدا فى فن القيادة والاداره ، والتفاعل مع الطلاب بمختلف الوسائل ، قد نختلف أو نتفق معه فى كثير مما يتخذ من قرارات ، لكن جامعة القاهرة أحييت على مدى عاميين متتاليين مواسم ثقافيه وفنيه ناجحة يشار لها بالبنان شهدنا الندوات الثقافية والدينية والفنية المتنوعة التي تخاطب كل الأطياف والأفكار ، شهدنا دعوة الطلاب لحضور العروض المسرحية والغنائية الناجحة لكبار الفنانين وكلهم متطوعين بالأجر وكل الحفلات مجانية للطلاب علما بأن تلك الحفلات تقام فى الجامعات الخاصة بأسعار خياليه ، وكان الهدف محاربة الإرهاب والفكر المتطرف وعودة الروح إلى الجسد بعدما فارقته عمدا لأسباب سياسيه غبية تكرس البقاء لحزب واحد ورئيس واحد مهما كانت العواقب.
كان أخر الأفكار التي دعت إليها ونفذتها جامعة القاهرة حفل سحور جماعي وهو يحدث لأول مره فى تاريخ الجامعات الحكومية حيث اتسع لأكثر من 20 ألف شخص ،الفكرة جريئة ورائعة وإيجابيه ، قربت المسافات بين الطلاب وإدارة الجامعة وكذلك المسافات بين الطلاب والفطرة السليمة من قيم الخير والتسامح والرقى .
نبرة الحماسة والبهجة والصدق التي حدثني بها د.جابر وهو يدعوني لحفل السحور الجماعي الذي أقيم الأربعاء الماضى ، تجعلني المس بسهوله نبرة المرارة والألم التي تحدث بها فى الفضائيات ليرد على الاتهامات التي كيلت له بعد الحفل ، الرجل قال أن الجامعة أرادت من تنظيم الحفل إدخال البهجة على الطلاب وأهاليهم ،وأن ما قيل عن مال سياسي يخترق الجامعة أمر غير صحيح ولست أنا من يسمح بذلك، فالأمر لا يعدو رعاية نشاط طلابي اجتماعي لا سياسة فيه
فكما هذب خالد الصاوي بأغنية بسيطة نفوس عذبها الزمن وغيرها بسهوله من حال إلى حال فى حي عشوائي بسيط بفعل مؤلف واع يملك أدواته ، أظن أن جابر نصار يفعل الشيء نفسه فى جامعة القاهرة ، فهو يملك أدوات يفتقدها غيره فى كل مواقع الاداره ، خاصة وان الجمهور المستهدف هنا طلاب عاصروا على مدى خمس سنوات مضت تغيرات سياسيه كبيره من عام 2011 وحتى ألان ، فهم أكثر الفئات حاجة إلى عودة الروح حتى لا تصدأ القلوب .
المقال من المصدر
http://www.gomhuriaonline.com/main.asp?v_article_id=378195#.V2-OGKKmT1Z
أخر الاخبار
ندوة للدكتور محمود محيى الدين حول "الأفكار والسياسات والمؤسسات" في ظل المتغيرات المحلية والإقليمة والدولية.
رئيس جامعة القاهرة يستعرض الرؤية المستقبلية والخطة الإستراتيجية للجامعة وصولا لجامعة ذكية مستدامة ومبتكرة في ضوء رؤية مصر ٢٠٣٠.
رئيس جامعة القاهرة يعلن تدشين كلية الاقتصاد والعلوم السياسية "المرصد الاقتصادى باستخدام الذكاء الاصطناعي"
مؤتمر دولى للدراسات اليابانية بكلية الآداب جامعة القاهرة حول تجربة الحداثة والتحديث فى النموذج المصرى والياباني.
قيادات المعهدالقومي للأورام بجامعة القاهرة تشارك فى الزيارة الميدانية لوزير التعليم العالي إلى ألمانيا.
عودة