الجامعة
د. الخشت: الدبلوماسية المصرية استطاعت أن تخرج بالدولة من معارك وحروب عديدة كانت ستكلفها الكثير
تاريخ الخبر :2020-12-07 13:42:34
د. الخشت: لا يمكن التحول إلى المستقبل دون تغيير طرق التفكير
د. الخشت: الدبلوماسية المصرية استطاعت أن تخرج بالدولة من معارك وحروب عديدة كانت ستكلفها الكثير
الدولة المصرية استطاعت بأبنائها وجيشها الحفاظ على قوة تماسكها
أبو الغيط في ندوة قصة "كتابين": اطلعت على جميع المستندات في حقبة أكتوبر .. ويشرح كيف تدار وزارة الخارجية ومدى تعاون مصر مع حلفاءها
قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن السيد أحمد أبو الغيط قامة مصرية دبلوماسية كبيرة شاهدة على تاريخ مصر الحديث، وشاهدًا على حاضر الدبلوماسية المصرية والعربية والعالمية، مشيرًا إلى أنه محطة مهمة يجب التوقف عندها عند الرغبة في رؤية جيل جديد من شباب مصر.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن جامعة القاهرة لها مشروع كبير يتمثل في تطوير العقل المصري، مؤكدًا أنه لا يمكن التحول إلى المستقبل دون تغيير طرق التفكير، لأن العقول هي التي تصنع الحاضر والمستقبل، مشيرًا إلى أن تغيير طرق التفكير تتضمن عدة عناصر من بينها التاريخ لأن أمة بلا تاريخ هي أمة بلا حاضر ولا مستقبل، والتاريخ المقصود هو الوعي التاريخي وليس الأحداث فقط.
وأضاف الدكتور الخشت، أن التاريخ مكون رئيسي من صناعة الحاضر والمستقبل وأن التاريخ لابد أن يكون حاضرًا في ذاكرة الأجيال الجديدة والتعرف على سر صناعة القرار، مؤكدًا أن أي أمة بلا تاريخ فهي بلا حاضر، والأمم التي لديها وعي تاريخي فرصتها في التطوير تكون أكثر.
ولفت الدكتور الخشت، إلى أن الدول لها حركة تماثل حركة الإنسان، وأن التاريخ له عجلة تدور خلالها الأحداث، كما أن الأمم تصعد لظروف محددة وتنمو ثم تبدأ مرحلة الاضمحلال اذا لم يكن لديها وعي تاريخي، موضحا ان حركة الدول والأمم والحضارات تشبه الكائن البيولوجي في ولادته ونموه وصولا الي شيخوخته واضمحلاله.
وأكد الدكتور محمد الخشت، أن العدو الآن ليس واحدا، حيث يوجد عداءات متعددة داخلية وخارجية سواء مرئية أو غير مرئية، موضحًا أنه رغم كل المحاولات التي قام بها الاستعمار العالمي لتفتيت الشرق الأوسط من الداخل لزرع سرطانات داخل مصر، إلا أن الدولة المصرية استطاعت بأبنائها وجيشها الحفاظ على نفسها قوية متماسكة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تسير قدمًا بكل قوة نحو دولة وطنية متقدمة من خلال عملية التنمية الشاملة.
وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن الدبلوماسية المصرية استطاعت أن تخرج بالدولة من معارك وحروب عديدة كانت ستكلفها الكثير، من حيث التأثير على الاقتصاد والحياة اليومية والعديد من المخاطرات التي كانت ستمس الشعب بشكل مباشر، مشيرا اي ان الدبلوماسية المصرية استطاعت بالتعاون مع الجيش المصري الخروج بمصر من أزمات كثيرة، واستطاعت أن توقف زحف تيار العصر الحديث بمخاطر اكبر داخلية وخارجية.
من جانبه، قال السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الكتابين اللذان قام بتأليفهما ويناقشهما تحت عنوان قصة كتابين، أحدهما بعنوان "شاهد على الحرب والسلام" يتناول عملية عسكرية استراتيجية كاملة، والآخر بعنوان "شهادتي" يتناول السياسية الخارجية المصرية والأحداث السياسية المتكررة.
وأضاف أبو الغيط، خلال ندوته بجامعة القاهرة بعنوان "قصة كتابين" أنه في كتابه "شاهد على الحرب والسلام"، كتب فيه الضربة البالغة التي تلقتها مصر عام 1967، مشيرًا إلى أن دول كثيرة كان من الممكن أن تسقط حينما تتلقى مثل هذه الضربة، ولكن لأن مصر دولة قوية عزمت على رد الصاع صاعين، فقامت بحرب أكتوبر المجيدة 1973.
وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه قد اطلع على جميع المستندات في حقبة أكتوبر على كيفية تعامل الدولة المصرية مع جميع مؤسساتها، وكيف تدار وزارة الخارجية ومدى تعاونها مع حلفاءها، مشيرًا إلى أنه سعى إلى التجديد في كل شيء وتدوين كل أمر سواء متعلق بالمفاوضات والسلام أو الخطوات التي تتخذ من أجل النهوض بالدولة.
كما أوضح السيد أحمد أبو الغيط، أن وزراء الخارجية المصريين حرصوا منذ ثورة 23 يوليو على كتابة مذكراتهم وأفكارهم، لطرحها على الشعب المصري كذاكرة مؤسسية، بهدف أن يتعلم منها القادمين الجدد من الشباب الدبلوماسي والعاملين في هذا المجال ويسيروا على هديها.
وأشار أبو الغيط، إلى أنه عند انضمامه للخارجية سنة ١٩٦٥ كان يهدف إلى خدمة مصر وتحقيق التقدم والرؤية الصائبة في سياسة مصر الخارجية، مؤكدًا اعتماده منذ البداية على خطة ومسار ومهمة محددة لخدمة مصر وتحقيق الذات.
وأضاف أبو الغيط، أن وزراء الخارجية لا يصنعوا السياسة بل ينفذوا السياسة التي يضعها رئيس الدولة، مؤكدًا أن السياسة الخارجية يتم تنفيذها ليس بشكل فردي وإنما من خلال مشاركة مختلف مؤسسات الدولة التي تضم الإعلام ومختلف الوزراء.
ولفت أبو الغيط، إلى أن أهم مفاتيح النجاح لأى انسان تتمثل في العمل الدؤوب والأخلاق الحميدة والانظباط والولاء، موضحًا أن الفشل قد يكون خطوة نحو النجاح، وأن الإرادة والتصميم والقدرة على المضي قدما في الهدف المجدد كلها عناصر أساسية في تحقيق النجاح والتقدم.