بعد مناقشة الخبراء والمتهمين بمجال أمن المعلومات
"إعلام القاهرة" تقدم روشتة الحماية من "فبركة الأخبار"
مقترح بإصدار تقرير دوري عن حالات تضليل الأخبار
التربية الإعلامية والذكاء الاصطناعي .. أبرز آليات مواجهة "الفبركة"
الخبراء يستعرضون تجارب منصات السوشيال في زيف المعلومات
اختتمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، فعاليات الندوة المقامة تحت عنوان "فبركة الأخبار والأمن المجتمعي في الوطن العربي"، والتي أقيمت اليوم الخميس، تحت رعاية ا.د محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وا.د هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام، و ا.د ليلى عبدالمجيد مقرر الندوة، وا.د عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، حيث أوصى المشاركون بعدد من التوصيات؛ لمكافحة زيف المعلومات في الأوساط الإعلامية، ومساعدة الجمهور على التحقق من صدق المعلومات المنتشرة في الإعلام.
شارك في الندوة عددًمن الخبراء والأكاديميين في مجال أمن المعلومات والإعلام المتحدثين، وعلى رأسهم .د هشام عطية عميد كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ود. إيناس أبو يوسف، عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، ود. ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي، والأستاذ خالد البرماوي، خبير أمن المعلومات، والأستاذ وليد حجاج الكاتب الصحفي وخبير أمن المعلومات.
وبدأت فعاليات الندوة بالكلمة الافتتاحية التي ألقتها .د هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام موجهة التحية للحضور الذي اكتظت به جنبات قاعة المؤتمرات بالكلية، موضحة أن إقامة فكرة الندوة يأتي نظرًا لما يتعرض له جمهور وسائل الإعلام، والذي أصبح يعاني من إدخال عنصر الشائعات؛ نظرا لغياب عوامل المهنية داخل المضامين الموجهة، حسب تعبيرها.
وقالت عميد كلية الإعلام، إن بعض وسائل الإعلام تعاني من افتقاد المهنية عندما تغض الطرف عن أساليب التحقق من المعلومات، منوهة إلى تأثير مثل تلك الشائعات والمعلومات الإعلامية الخاطئة على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي، داعية إلى ضرورة توعية المواطنين إلى جانب العاملين في مجال الإعلام بتلك الأساليب؛ للحذر من الوقوع في مخططات إسقاط الدولة من خلال المعلومات المغلوطة والمفبركة.
وأعربت د. ليلى عبد المجيد،العميد الاسبق لكلية الإعلام ومقرر الندوة، عن بالغ سعادتها للمشاركة الواسعة التي ظهرت في توافد الحضور على الندوة، وما لاقته من صدى وترحاب بالغ من المتحدثين المشاركين لاستعراض خبراتهم المهنية والأكاديمية في مجال كشف زيف المعلومات، مشيرة إلى العديد من التجارب المهنية التي حاولت الالتزام باحترام حق المواطن في المعرفة، دون الوقوع في أزمة السبق الصحفي أو الإعلامي على حساب المصداقية.
وذكرت "مقرر الندوة" أن التضليل والفبركة الإعلامية، تنقسم إلى عدة أصناف ولا يمكن حصرها في شكل واحد، موضحة أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت الطريق أمام ترويج الشائعات، كما فتحت الطريق أمام المحررين الصحفيين للهروب من استغراق الوقت في التحقق من محتوى المعلومة قبل نشرها، حيث تخلى بعض الإعلاميين -حسب قولها- عن تتبع مسار المعلومات في كثير من الأحيان، والاهتمام بالتعرف على المصدر الأصلي للمعلومة الإعلامية، مشيرة إلى أن التعرض لعملية كشف الفبركة الإخبارية في مجال المعلومات تقتضي دراسة السياق السياسي والثقافي والمجتمعي الذي تنتشر فيه مثل تلك الأخبار المفبركة، إضافة إلى الوقوف على أسباب ترويج المحتوى المضلل، مثل نقص البيانات الصادر عن المؤسسات أو عدم رغبة المسئولين في التصريح بالمعلومات والتصريحات، وذلك من أجل إنهاء الظاهرة من جذورها، دون الخوض في توصيات لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
و تناول د هشام عطية عبد المقصود، عميد كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم التكنولوجيا، استعراضًا شاملا وتاريخيًا للحيل التي توثق لظاهرة فبركة الأخبار الإعلامية، مشيرًا إلى أن أول تلك الوقائع وأبرزها، كان عندما توغلت شائعات وأخبار مفبركة، تكذب حدث صعود الإنسان على سطح القمر والذي تابعه على شاشات التليفزيون حول العالم 650 مليون مواطن، موضحا أن الوسائل الإعلامية، لا تلتفت في كثير منها للتحقق من وجود مصداقية داخل معلومة، فتهتم نظرا لعامل السبق بالترويج للمحتوى؛ خوفًا من عدم مواكبة سياق النشر، منوهًا، إلى أن العمل الإليكتروني فرض على الجميع الضغط تحت عامل الوقت، منوها إلى ضرورة الأخذ بطرق التحقق من المعلومات منعا لترويج براثن الشائعات أو التحويل من الإعلام للدعاية لحساب جهات ومصالح شخصية، حسب تعبيره.
وقال "عميد كلية الإعلام جامعة مصر" إن فبركة الأخبار تأتي بسبب اعتماد البشر على الإعلام لنقص قدرة المواطنين على الإدراك المباشر، وهو ما يجعل من قبول التزييف سهلا وقابلا للخداع والقبول من المواطنين دون إمكانية لإثبات عكسه في نفس وقت ترويج الشائعة أو المعلومة المضللة، مشيرا إلى أن القضايا الجدلية تعد فرصًا أكبر وتؤثر بطبيعتها في الترويج للمعلومات الزائفة، باعتبارها -حسب تعبيره- مادة إثارة وفضول باعتبارها أخبارًا سوداء والتي تحظى بفرصة أكبر من رغبة القارئ في متابعتها عن التعرض للأخبار البيضاء التي تبتعد عن المشكلات.
وطالبد. هشام عطية بضرورة بناء إستراتيجية تعامل، حسب قوله؛ حتى تنطلق أسس مواجهة صناعة التلفيق والزيف المعلوماتي، متكاملة العناصر والمقومات ذات طابع مجتمعي وإعلامي شامل تتضمن آليات إنذار مبكر، وتجيد التعامل المهني الاحترافي مع الفبركات الإعلامية المحلية أو الدولية، منوهًا إلى أن أحدث دراسة في عام 2019 ذكرت أن 62% من الجمهور يرون وسائل التواصل الاجتماعي لها سيطرة على ما يرونه من أخبار، و50% من جمهور إيطاليا مثلا يحصل على أخباره من خلال السوشيال ميديا، وكذلك ثلثا البالغين في فرنسا، حسب ما ذكره.
وأضاف أن 30% من الجمهور الأوروبي لا يعنيه مصدر الخبر، وأن 23% من جمهور أوروبا شارك من قبل بعلم أو بغير علم في ترويج أخبار مصنوعة، وأن المهمة الحاسمة هي توعية الجمهور، لافتا في ذلك إلى دور المؤسسات البحثية والوزارات المعنية وأيضا الهياكل الإعلامية في هذا الشأن، موصيًا في ختام حديثه إلى إصدار تقرير نصف سنوي عن حالة التضليل وتزييف الأخبار، فيما يخص صورة مصر في الإعلام الدولي.
وتحدث الخبير الإعلامي، د. ياسر عبد العزيز، عن آليات التحقق من المعلومات، ومنها تقنية "فيسبوك" لفحص الأخبار والمواد الصحفية التي يتم مشاركتها، ليتعرف المستخدم على الأصدقاء الذين يقومون بمشاركة الشائعات والأخبار المغلوطة، إضافة إلى منصة People Browser والتي تُتيح مراقبة وجمع الأخبار وأحداث الإعلام الاجتماعي بحسب الزمان والمكان، ويمكن تنقية هذه الأخبار بحسب مصداقيتها، وموقع Snopes والذي يكشف الأخبار الزائفة المنتشرة على الإنترنت، ويمكن استخدامه للتحقق من المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، ومواقع التحقق من الصور ومنها موقع Tineye، وموقع izitru،google images للتحقق من الصور، وموقع Youtube Data viewer ، والذي أنشأته منظمة العفو الدولية للتحقق من مقاطع الفيديو.
ولفت "الخبير الإعلامي" إلى أن هناك العديد من التجارب العربية الرائدة في التحقق من صحة الأخبار، وتقييم مصداقية الوسائل الإعلامية، مثل: مرصد «الإعلام الأردني (أكيد)»، وموقع «فتبينوا» الأردني، ومنصة «تأكد» السورية، وموقع «ده بجد»، وموقع «أخبار ميتر» في مصر.
واستعرض د عادل عبد الغفار، عميد كلية الإعلام جامعة النهضة، استخدام الجمهور المصري لمواقع التواصل الاجتماعي، وموضحا تزايده خلال السنوات الأخيرة من العقد الحالي، فوفقًا لأحدث الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (2019)، فإن 75 % من المصريين يستخدمون الإنترنت للدخول علي موقعي «الفيسبوك، تويتر»، مشيرا إلى أن العديد من الدراسات أوضحت أن مواقع التواصل الاجتماعي أزالت حواجز التواصل والتفاعل مع الآخرين، وأفسحت مجالًا واسعًا أمام الأفراد للتعبير عن آرائهم بحرية، ودعمت التواصل بين المؤسسات والمواطنين داخل الدولة المصرية، واستخدمتها بعض الشركات والأفراد في مجال التسويق لأفكارها وأنشطتها.
ولفت "عبد الغفار" إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت في الوقت ذاته ساحة تستغلها الجماعات الإرهابية لنشر أفكارها المتطرفة وتجنيد الشباب من خلالها، ونافذة لنشر الشائعات والأكاذيب التي تنال من الدول وشعوبها، بالإضافة إلي نشر المشاعر العدائية والسلبية، بما يؤدي لتنامي مشاعر اليأس والإحباط في نفوس المواطنين، حسب تعبيره.
واستعرض "عميد كلية الإعلام جامعة النهضة" تجارب بعض الدول والمؤسسات في تعزيز الاستفادة من الآثار الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن الدول والمؤسسات سلكت خمسة مسارات أساسية؛ لتعزيز ذلك من خلال تفعيل آليات التربية الإعلامية الرقمية، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في التعلم الذاتي، وتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وربطها ببيانات مواقع التواصل الاجتماعي، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في دعم الابتكار وريادة الأعمال، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في مكافحة الفساد.
وخلال الندوة، تناولت د. سهير صالح إبراهيم، أستاذ الإعلام التربوي جامعة القاهرة دراستها والتي كانت تحت عنوان، "أثر الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر القلق السياسي لدى الشباب"،مطالبة بسن مجموعة قوانين تنظم العمل على شبكات التواصل وتسمح بتتبع مثيرى الفتن ومروجى الشاعات.
وأوصت بتفعيل برمجيات تستطيع رصد هذه الأخبار ووضع علامات تحذيرية للمحتوى الذى يصنف بأنه كاذب، والتركيز على مفاهيم التربية الإعلامية وتنمية وعى مستخدمي المواقع في التعامل مع مصادر المعلومات وتقييمها من أهم عناصر مكافحة انتشار المعلومات المضللة، وتوفير بيئة إعلامية تتسم بالشفافية وإتاحة المعلومات من مصادرها الموثوقة، وتأمين حرية تدفق المعلومات من المصادر الرسمية، وتبنى نهج إعلامي إيجابي مبادر بتكذيب هذه الأخبار فوراً وبكلمات صريحة وواضحة عبر منصات إعلامية موضوعية ومتوازنة وذات مصداقية، وملاحقة مروجي هذه الأخبار التي تهدد أمن المجتمع واستقراره لأن عدم معاقبتهم قد يغرى الآخرين لنشر مزيد من الأخبار الكاذبة، فمعاقبة المخطئ بقانون الجرائم الإلكترونية يسهم في الحد منها.
وأوصت د إيناس أبو يوسف، عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، بالتعرف على العوامل السياسية والمجتمعية التي تساعد على تنامي ظاهرة الأخبار المفبركة، مستشهدة بعدم وجود معالجات إعلامية تسعى للإجابة عن موضوعات مهمة، مثل حدث هطول الأمطار في مصر خلال الأسبوع الماضي، حيث اختفت المعالجات الصحفية التي تجيب عن سؤال لماذا وكيف، موضحة أن الفبركة ظاهرة عالمية وليست فقط ظاهرة محلية.
وفي نهاية المؤتمر، أوصى المشاركون والخبراء المتحدثون خلال الندوة بعدد من التوصيات، والتي من أهمها، العمل على الاهتمام بالتربية الإعلامية ليس فقط للمهنين العاملين في الحقل الإعلامي ولكن أيضا للجمهور المتعرض للإعلام، إضافة إلى السعي نحو تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي، ودعم الابتكار والاستفادة من السوشيال ميديا في مكافحة الفساد، والاهتمام ببناء مرصد إعلامي يحارب الشائعات والمعلومات المغلوطة، والتوعية والتسلح بأدوات مبسطة يمكن من خلالها للجمهور غير المحترف كشف زيف المعلومات، والاهتمام والسعي نحو قيام تجمع اكاديمي عربي لمحاربة كذب الأخبار، ومحاربة الفبركة من خلال استخدام التطبيقات التكنولوجية التي تساعد في الكشف عن زيف المعلومات.
أخر الاخبار
جامعة القاهرة تواصل فعاليات موسمها الثقافى برعاية د. محمد سامى عبد الصادق بمحاضرة حول خطورة إدمان الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والميتافيرس.
د. محمد سامى عبد الصادق يفتتح عددا من مشروعات التطوير بمستشفى الفرنساوي لتحسين مستوى الخدمات الطبية والعلاجية وفق الأكواد العالمية.
د. محمد سامى عبد الصادق يشهد تخريج الدفعة 95 فى كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة.
د. محمد سامى عبد الصادق يقرر تكليف د. غادة عبد البارى للقيام بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وتكليف د. دينا محمد ابو حسين قائما بأعمال عميد كلية الصيدلة.
جامعة القاهرةتحتل المركز39 عالميا والأول مصريا وإفريقيا فى تصنيف التايمز النوعى للعلوم متعددة التخصصات.
عودة